اعتدنا منذ الصّغر على التّرحيب بشهر رمضان، ومشروب عرق السّوس يزيّن موائد إفطارنا، ورائحته المميّزة تروي ظمأنا. عرق السّوس هو جذور لأشجارٍ نباتيةٍ معمّرةٍ، تتميّز جذور عرق السّوس بحلاوتها وطعمها وهي جذور متنوعة بإختلاف الشّجرة التي تنتمي إليها، ويتم إستخدامها في كثيرٍ من المشروبات كالبيبسي والكولا، ويتم إدخاله في أدوية السّعال لما له أثرُ في تخفيف السّعال، وتهدئة الشّعب الهوائيّة وطرد البلغم.
عرف عرق السّوس منذ القدم؛ حيثُ كان يُستخدم في الطّب القديم بكثرةٍ نظراً لاحتوائه على موادٍ سكريّةٍ، وأملاح معدنيّةٍ وموادٍ رغويّةٍ من شأنها تهدئة الجّهاز الهضمي وحماية جدار المعدة الدّاخلي، كما أنّه يخفّف من التهابات العظام والمفاصل، ومن أعراض الرّوماتيزم، وينفع إذا ما دُهن منه لعلاج الأكزيما، كما أنّ المواد السّكريّة فيه آمنة لمرضى السّكر، وبالرّغم من فوائده العديدة إلا أنّه لا يُنصح بشربه من قبل الأشخاص الّذين يعانون من ارتفاع ضغط الدّم، ويفضّل شربه دون مبالغةٍ ولا إفراط حتّى لا تؤدّي كثرته إلى احتباس السّوائل في الجّسم .
يبقى لعرق السّوس متذوّقوه الّذين يعشقون رائحته وطعمه المميّز، وبالرّغم من توفّر شراب عرق السّوس في المحلات وخاصةً عند حلول شهر رمضان إلّا أنّه على الأغلب تُضاف له نكهاتٍ صناعيةٍ مماثلةٍ لطعمة، وتبقى لإعداده بالطّريقة التّقليدية المتعارف عليها نكهةٌ وعبقٌ خاصٍ خالي من أيّ نكهاتٍ صناعيةٍ أخرى، ولكلّ محبّي شراب عرق السّوس لكم طريقة إعداده بالمنزل بالطّريقة التّقليديّة المتعارف عليها منذ القدم.
إعداد شراب عرق السّوس المكوّنات كوبان من جذور عرق السّوس المطحونة . نصف ملعقة صغيرة بيكربونات. نصف كوب ماء فاتر. وعاء مسطّح مفرود، وقطعة من الشّاش الخفيف.
طريقة الإعداد يُوضع مقدار كوبين من جذور عرق السّوس المطحونة، ويُفرد في إناءٍ مسطّح ويوزّع ليشكّل طبقةً خفيفةً. تُرش نصف ملعقة من البيكربونات على جذورٍ عرق السّوس وتوزّع بشكلٍ كاملٍ. يتمّ رشّ جذور عرق السّوس بالماء الفاتر بطريقة الرّذاذ حتّى يبتّل فقط ويتشبّع قليلاً بالماء ويُصبح رطباً. يُفرد مرةً أخرى بالوعاء المسطُح، ويوزّع على شكل طبقةٍ خفيفةٍ، ويغطّى بقطعةٍ من الشّاش الخفيف، ويوضع بالشمس لمدّةٍ تتراوح ما بين السّاعتين . بعد مرور الوقت المحدّد توضع جذور عرق السّوس في الشّاش وتُلّف وتربط على شكل كيسٍ محكم الإغلاق . يُعلّق الشّاش في مكانٍ ما في المطبخ ويوضح تحته وعاءٌ مجوّف، ويُصبّ عليه الماء من فترةٍ لأخرى بطريقة التنّقيط حتّى نستخلص خلاصة عرق السّوس كاملةً . قديماً كان يربط الكيس بصنبور المياه، ويتمّ فتح الصّنبور بشكل نقاطٍ خفيفةٍ حتّى يترشّح عرق السّوس ويتمّ استخلاص مركّز عرق السّوس الطّبيعي. توجد اليوم مصفاة متوسّطة الحجم ذات ثقوبٍ ناعمةٍ خصّصت لعرق السّوس لها غطاءٍ محكم الإغلاق، يوضع بها عرق السّوس، وتُغطّس المصفاة في وعاءٍ مجوّف مغمور بالماء ليتمّ استخلاص عرق السّوس بطريقة النّقع. بعد الحصول على عرق السّوس بأيّ طريقةٍ ممّا سبق، يتم تخفيف الكميّة المستخلصة بحوالي لتر إلى لترين من الماء. يُوضع عرق السّوس في عبواتٍ زجاجيةٍ ويبرّد قبل شربه، ومن خصائصه أنّه يشكّل طبقةً من الرّغوة أثناء صبّه.