ظنّ المستكشفون والرحّالة قديمًا أنّ أمريكا ما هي إلّا امتداد لقارة آسيا، وكان من بين من تبنّى هذا الرّأي المستكشف الشّهير كريستوفر كولومبوس الّذي حطّ رحاله في الأرض الجديدة في نهاية القرن الخامس عشر؛ حيث ظنّ أنّ السكّان الأصليّين الّذين يسكنون تلك البلاد هم من الهنود، ولمّا كانت بشرتهم تميل إلى الحمرة سمّوا بالهنود الحمر، وهم قبائل بسيطة غير متحضّرة، تعود أصولها إلى آلاف السّنين؛ حيث كانت الهجرات المتتالية بحثًا عن الرّزق والطّعام والماء. وتتحدّث بعض الرّوايات التّاريخيّة في بعض العصور كالعصر الجليدي عن ممرٍّ جليديّ كان يتّخذه هؤلاء للعبور من قارّةٍ إلى قارّة.
توالت الرّحلات الأوروبيّة بعد اكتشاف العالم الجديد، وقد سلك الأوروبيّون منحىً خطيرًا في التّعامل مع سكّان البلاد الأصليّين من أجل الاستيلاء على أراضيهم؛ حيث تتحدّث بعض الرّوايات التّاريخيّة بأنّ الأوروبيّون جلبوا معهم الأوبئة والأمراض كالسلّ والطّاعون والتيفوئيد والملاريا وغيرها من أجل التّخلص من الهنود الحمر، وقد قضى كثيرٌ من الهنود الحمر نحبهم نتيجة تلك السّياسات والممارسات العرقيّة التي تدلّ على الوحشيّة الأوروبيّة والمطامع الغربيّة في الثّورات الطّبيعيّة، كما ساهمت المعارك والحروب في هلاك كثيرٍ منهم بسبب استخدام الأوروبيّين لتقنيات متطوّرة في المعارك جعلتهم يتغلّبون على الهنود الحمر ويقهرونهم، وقد سبّبت تلك الممارسات موت كثيرٍ من الهنود الحمر حتّى خشي عليهم من الانقراض.
ويتحدّث التّاريخ عن معيشة الهنود الحمر، وكيف كانوا أوّل من زرع التّبغ؛ حيث استخدموا أنبوباً خشبيّاً لحرقه واستنشاقه، وعندما وصل الأوروبيّون إلى تلك البلاد عرفوا عادة الدّخان منهم لينشروها في بقيّة دول العالم، كما أنّ الهنود الحمر زرعوا مادة الكاكاو المستخدمة حاليًا وعلى نطاق واسع في صناعة الحلويّات والشوكولاتة. وللهنود الحمر عادات وتقاليد وطقوس قد نرى كثيرًا منها في الأفلام الأمريكيّة؛ فهم يصبغون وجوههم وأجسادهم التي لا تغطّى إلّا بقطع من جلود الحيوانات أو ريش الطيور الجارحة، وقد وجدت آثار تدلّ على استخدامهم أدوات الصيد كالمدي والرّماح، كما استخدموا الأواني المصنوعة من مواد بدائية .
ويتحدّث التّاريخ عن مجاورة عددٍ من القبائل والحضارات للهنود الحمر مثل: حضارة المايا، والإزتك، والإنكا. ومن أشهر قبائلهم: قبائل الأباشي، وسيوكس، وأتاباسكوس، والهورونيس، والهيروكيس. ومن يرى حال الولايات المتحدة الأمريكيّة من حيث التّطور في كل ّالمجالات والهيمنة الاقتصاديّة والعسكريّة على العالم يدرك أنّ هذا البناء لم يتم إلّا على أنقاض سياسة عنصريّة تضع المصلحة والبراغماتيّة في سلّم أولويّاتها.