صلصة الصّويا صوص هي إحدى أهمّ التّوابل السّائلة، تميل إلى الملوحة ولها نكهةً مميّزة، ويميل لونها للبنيّ الغامق، تتواجد منها أنواعٌ عدّةـ ويعود منشؤها إلى دول شرق آسيا وخاصةً الصّين، وتُستخدم كتابلٍ للدّجاج أو اللّحوم، أو لتطييب الأطباق باختلاف أنواعها كالنّودلز والأرز، وتضاف أيضاً كنوعٍ من أنواع سلطات التّغميس، وتتواجد بالسّوبر ماركت أنواعٌ عدّة من صلصة الصّويا صوص إلّا أنّ أغلبها يتم تحضيرها صناعياً عن طريق تحليل بروتينات بعض أنواع الخضروات بواسطة الماء، ويُضاف لها الملح وملوّنات صناعيّة بلون الكراميل لتصلنا بالشّكل المألوف.
لا تحتاج هذه الطّريقة إلّا إلى ساعاتٍ قليلة حتّى تكون صلصة الصّويا جاهزةً، إلّا أنّها تختلف في الطّعم والنّكهة بصلصة الصّويا المعدّة عن طريق تخمير فول الصّويا والقمح والمضاف إليها الماء والملح، وتخضع لمرحلة تخميرٍ متتاليةٍ للوصول إلى معجونٍ يتمّ تصفيته واستخلاص الصّويا صوص منه، وتتميّز هذه الطّريقة بالنّكهة الأصليّة لصلصة الصّويا صوص والطّعم القويّ والرّائحة المنعشة، والّتي تضفي مذاقا شهيّاً لكثيرٍ من الأطباق.
وعلى الرّغم من الاختلاف الواضح بين النّوعين من الصّلصات يفضّل الكثير من الناس استخدام صلصة الصّويا صوص المصنّعة لسهولة تواجدها في أيّ وقت، إلّا أنّ الفرق بين النّوعين واضحٌ؛ حيثُ تتميّز الصّلصة المصنّعة بنكهةٍ جافةٍ ولاذعةٍ، وتحتوي على ملوّناتٍ صناعيةٍ، ولا يُنصح باستخدامها بكثرةٍ؛ حيثُ أكّدت كثيرٌ من الدّراسات تمّ إجراؤها على الحيوانات بأنّ المادة الملوّنة المضافة لصلصة الصّويا صوص المصنّعة هي مسبّب رئيسي للسّرطان، أمّا الصّلصة التي تُعدّ بطريقة التّخمير بطرقٍ بدائيةٍ في غرفٍ خاصةٍ تراعى بها درجة الحرارة والرّطوبة؛ فهي غنيّة بالمعادن والفيتامينات والبروتينات والصّوديوم، وتساعد في عمليّة التّمثيل الغذائيّ، وتعمل على تقوية جهاز المناعة بشكلٍ عام وتحارب الأرق والتّعب والخمول.
كما أنّ تناول الصويا صوص باعتدال ضمن نظامٍ غذائيٍّ صحيّ بنسبٍ معيّنة يعمل على تخفيف أعراض سنّ اليأس لدى الكثير من النّساء، ويحارب الخلايا السّرطانية وخاصةً سرطان الثّدي ، كما أنّ الصويا مفيدةً لصحّة العظام ولزيادة الكتلة العظميّة لدى النّساء، وتحمي من الترقّق والهشاشة، فقد تمّ إجراء دراسةً على عددٍ من النّساء تناولن الصّويا صوص بنسبٍ محدّدة فقلّت أعراض الهبّات السّاخنة لديهنّ بسبب إرتفاع هرمون الأستروجين، وقلّت مشاكل جفاف البشرة بعد انقطاع الدّورة الشّهريّة وخاصةً جفاف المهبل وعنق الرّحم، وتحسّن المزاج لديهنّ وقلّت أعراض الاكتئاب والأرق مقارنةً مع غيرهنّ ممّن لا يتناولن الصّويا صوص، كما أنّها تزيد من نشاط وأداء عمل الكلى، إضافةً إلى ضبطها لسكّر الدّم وتقليل مستوى الكولسترول السّيء بالدّم ، وبالرّغم من فوائدها إلّا أنّ الاعتدال بكلّ شيءٍ هو أساس الصّحة السّليمة .
وينصح خبيرو التّغذية بشكلٍ عام بعدم الإكثار منها وخاصةً لدى الأطفال، وللأشخاص الّذين لديهم تاريخ مع الحساسية، وممّن يعانون من الشّقيقة والصّداع النّصفي، وممّن يعانون من القولون العصبيّ؛ إذ من شأنها أن تزيد المضاعفات والأمر سوءاً.