أوجبت أنماط الحياة الحديثة اللجوء كثيراً للأطعمه المنتشرة في الأسواق،حيث يعتمد الكثير من الناس على الوجبات الغذائية الجاهزة على اختلاف أنواعها ، حيث يلجأ الكثيرون لهذه الوجبات كونها تخفف الكثير من الأعباء والأعمال المنزلية في المطبخ ، فقد يستهلك الناس وجبات مختلفة مثل البيتزا أو الوجبات السريعة أو الشاورما كوجبة أساسية أثناء يومهم.
وتعتبر الشاورما من أكثر الوجبات انتشاراً بين الناس وفي الكثير من الدول باختلاف عاداتها ، حيث تعتبر هذه الوجبة عابرة للحدود بسبب تواجدها في الكثير من المجتمعات ،وتحضر الشاورما في الكثير من الدول بنفس الطريقة تقريباً مع اختلاف في بعض التفاصيل ولكنها تحافظ على مذاقها الشهي وشعبيتها الكبيرة بين الناس باختلاف طرائق تحضيرها،حيث تحضر الشاورما من مصادر مختلفة من اللحم ؛ فقد تُحضر باستخدام لحم الدجاج أو لحم البقر أو لحم الضأن.
يتم تحضير الشاورما من خلال وضع اللحم المستخدم على قطعة معدنية مستقيمة تسمى السيخ وبعد ذلك يتم توجيهها لمصدر الحرارة اللازم لطهوها بعد أن تمت إضافة التوابل والبهارات اللازمة،ويختلف حجم السيخ باختلاف كمية اللحوم التي تم وضعها لإعداد الشاورما،وتحتوي الشاورما على الكثير من السعرات الحرارية والدهون والكوليسترول الأمر الذي يجعلها من الوجبات التي تؤدي للسمنه وبالتالي تعود بالضرر على الجسم على الرغم من شعبيتها الواسعة بين الناس.
ويعود أصل الشاورما لتركيا ،حيث انتشرت هذه الوجبة من وقت الحكم العثماني على العرب وحتى اسمها يعود في الأصل لتركيا وبعد فترة انتشرت في الكثير من الدول كما اسلفنا سابقاً،أما الشاورما التي تصنع من الدجاج فتعتبر سوريا هي الرائدة في صناعتها ووجدت أيضاً رواجاً كبيراً بين الناس ،ويقدم مع الشاورما أنواع مختلفة من الصلصات مثل صلصة الطحينة أو صلصة الثوم وتختلف باختلاف نوع اللحم المستخدم في نحضير الشاورما، ويقدم معها أيضاً أنواع مختلفة من المخللات لإضفاء الطعم المميز باإضافة الى البطاطا لصبح وجبة متكاملة.
وبالعودة مرةً أخرى لأصلها فتقول بعض الروايات أن الشاورما عرفت في سورياعن طريق الحجاج الأتراك الذين يذهبون للحج مروراً بسوريا , فقد اقتبس عنهم السوريون فكرة طهو اللحم بهذه الطريقة بعد أن شاهدوهم يطهون اللحم أمام الفحم بعد وضعه على “السيخ”المعدني،وتقول بعض القبائل الجزائرية أن الشاورما تعود في أصلها لهم وأنهم هم من إبتكرها ومنذ فترة زمنية طويلة،وبالرغم من اختلافهم في طريقة تحضيرها إلا أنها تشبه الشاورما التي نعرفها لحدٍ كبير.
أما في العراق فيوجد أيضاً شاورما ولكنها تسمى عندهم “القص” ويكمن هنا الأختلاف بالحجم الهائل الذي يتميز فيه “سيخ ” الشاورما فقد يصل طوله متر ونصف وأحياناً أكثر من ذلك , ويتم تقديمها مع الخبز والمقبلات،وأظهرت بعض الدراسات أن الشاورما ذات إقبال كبير أيضاً في المطاعم الألمانية ، بل تلعب دوراً هاماً في تنشيط الإقتصاد الألماني وتنتشر الكثير من المعامل والمصانع الخاصة في انتاج الشاورما ويظهر كذلك حجم المطاعم التي تروج لبيع هذه الوجبة التي أصبحت في المانيا أكثر استهلاكاً من الهمبرغر وغيره من الوجبات السريعه.
لذلك يتبين لنا مما سبق أن الشاورما ذات الأصل التركي تنتشر انتشاراً كبيراً وتجد رواجاً واسعاً بين الناس، وتعود بفوائد كبيرة على اقتصاد البلدان التي ازدهرت فيها صناعة هذه الوجبة بسبب اقتناع الكثيرين بمذاقها الشهي دون الحديث عما تحمله من مضار أو فوائد لصحة الإنسان.