قمر الدّين و هو عجينة ثمار المشمش المجفف ، يعتبر المشمش من الثّمار الصّيفية التي تنضج و تتأثر بسرعة من أشعة الشّمس الحارة في الصّيف ، حيث يمنح المشمش الجسم بالمواد المغذية و المنعشة التي تعطي الجسم الإنتعاش في الصّيف و تمنع الشّعور بالعطش ، و للحفاظ على ثمار المشمش يتم تجفيفها أو صناعة عصير المشمش العادي و العصير المركز أو صناعة قمر الدّين وهو ما يتم صناعته من تجفيف المشمش على شكل عجينة و سميّ بذلك نسبة إلى حاكم في الشّام كان يحب المشمش و تشتهر مدينة دمشق بصناعة قمر الدّين .
صناعة قمر الدّين بحد ذاتها صناعة تحتاج إلى إتقان للحفاظ على طعم المشمش المجفف . و بشكل مبسط لصناعة قمر الدّين نحتاج إلى كميات من ثمار المشمش النّاضج تمام النّضج يتم غسلها جيداً بالماء ، بعد ذلك يتم وضعها في كيس من القماش النظيف و ووضعها في ماءٍ مغلي لمدة دقيقة ، ثم يتم رفعه من الماء ، بعد هذه الخطوة نقوم بإزالة البذور و القشور من ثمار المشمش و يتم وضعها في وعاء على الغاز ليتم مرحلة الغليان إلى أن يعقد و يتماسك في القوام . يتم إحضار صواني مدهونة بزيت الزيتون و يتم سكب خليط المشمش في الصّواني و يتم تعريضها إلى أشعة الشّمس لعدة أيام لذلك يتم تغطية الصّواني بقطعة قماش نظيفة لحمايتها من الأتربة و العوالق المتطايرة في الجو و بعد ذلك يتم التأكد من المشمش أن وصل الى مرحلة الجفاف التام كالعجينة المتماسكة التي يسهل إمساكها و يتم لفها في أكياس و تحفظ في مكان جاف أو تحفظ في الثّلاجة .
يرتبط شراب قمر الدّين بأجواء رمضان خصوصاً في الأجواء الصّيفية ويتم تناول عصير قمر الدّين إما خلال فترة الإفطار أو في أثناء السّحور ، يتم تحضير شراب قمر الدّين بخطوات سهلة يستطيع أي شخص القيام بها. يتم إتباع هذه الخطوات حيث يتم إحضار عجينة قمر الدّين و يتم تقطيعها إلى قطع و توضع في ماء ساخن و ليس مغلي و أحيانا في ماء فاتر و يتم تركه في الماء لمدة ساعة كاملة حتى تتحلل العجينة في الماء ، بعد ذلك يتم وضعها في الخلاط لمدة خمس أو سبع دقائق حتى يصبح شراباً مكثفا، و خلال عملية الخلط يتم وضع كأس من السكر أو بدون حسب الرغبة أو حسب الشّخص الذي سيشرب العصير هل هو مصاب بمرض السّكري أم لا ، بعد ذلك يتم إضافة مكعبات الثّلج الصّغيرة إلى الشّراب أو يتم حفظه في الثّلاجة لحين تناول شراب قمر الدّين ، يذكر أن شراب قمر الدّين يفضّل تناوله بارداً عند فترات السّحور أو فترات الليل المتأخرة .