من آداب الانتهاء من تناول الطعام في الإسلام أن يُحمد الله على نعمة الطعام وأن يُطلب من الله أن يرزقنا خيراً منه إلا نوعاً واحداً من الطعام فلا يطلب ما هو خير منه؛ لأنّه خير الطعام على وجه الأرض ألا وهو اللبن، قال صلى الله عليه وسلم من أُطعم طعاماً:”فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ”.
جاء ذِكر اللبن مرّتين في القرآن الكريم؛ مرّةً على أنّه من طعام أهل الدنيا، والثانية على أنّه من نعيم أهل الجنة فتكون لهم أنهارٌ من لبن.
طريقة صنع اللبن الرائب
يسمّى اللبن الرائب اللبن الخاثر؛ وينتج من تحوّل سكّر اللاكتوز الموجود في الحليب بفعل البكتيريا المفيدة إلى حمض اللبن من خلال الخطوات التالية:
يُصنع من الحليب الطازج كامل الدسم؛ أي حليب الأبقار، أو الماعز، أو الغنم؛ بحيث يُصفّى الحليب أوّلاً لتخليصه من الشَّعر أو الشوائب التي علقت به بسبب عمليّة الحلب. تُوضع كميّة الحليب في قِدرٍ نظيفٍ، ويُوضع هذا القِدر داخل قدرٍ أكبر منه به ماء، ثمّ يوضع كلاهما على النار إلى أن تصل درجة حرارة الحليب إلى 94°م، وذلك للقضاء على البكتيريا ومُسبّبات الأمراض المنقولة بواسطة الحليب مثل الحُمّى المالطية لمدة خمس عشرة دقيقةً. يُنزَل القِدر الذي به الحليب ويوضع داخل قِدر أكبر منه به ماءٌ باردٌ مع استمرار تقليب الحليب حتى تصل درجة حرارة الحليب إلى 40°م. تُضاف الروبة إلى الحليب -الروبة كميّة من اللبن الرائب من إعدادٍ سابقٍ تعمل بمثابة الخميرة- فكلّ ثلاثة أكواب من الحليب تحتاج إلى ملعقتين كبيرتين من الروبة. تُحرّك الروبة مع الحليب، ثمّ يُعبّأ الحليب في وعاءٍ زجاجيٍّ، ويوضع في مكانٍ دافئ؛ ويجب لفّ الوعاء ببطانيةٍ أو قطعةٍ من الصوف وذلك لتنشيط البكتيريا التي تُحوّل الحليب إلى لبن. يُترك الوعاء لمدّةٍ لا تقل عن ست ساعاتٍ، ثمّ يُحفظ الوعاء المشتمل على اللبن الرائب في الثلّاجة.
أهمية اللبن الرائب طعامٌ مباركٌ ببركة قول الرسول صلى الله عليه وسلم “زدنا منه”. غنيٌّ بالماء؛ إذ يُشكّل الماء 86% من قِوام اللبن، كما أنه غنيٌّ بالكالسيوم والفسفور والصوديوم والفيتامينات. قليل السُّعرات الحرارية؛ فكلّ مئة جرام تحتوي على 25 سُعرٍ حراريٍّ فقط. غذاء خفيف وسهل الهضم للكبار والصغار والأطفال الرُّضع في فترة الفِطام خاصةً؛ فهو بديلٌ عن الحليب.