تتفنّن النساء في تحضير الموائد والأكلات الشهيّة لأفراد عائلتها، ولا تنسى طبعاً عمل الموائد اللذيذة والمتنوّعة في الإفطارات الرمضانيّة والعزائم والولائم. وهناك الكثير من الأكلات الشعبيّة التي ينتشر تحضيرها في كلّ المطابخ العربيّة الشرقيّة والغربيّة، مع إختلافات بسيطة في النكهات، ترجع لذوق أهل المنطقة في تحضير الأكلة الواحدة.
وقد انتشرت في الوقت الرّاهن الكثير من القنوات المتخصّصة بفنون الطعام وإعدادها وتحضيرها، ممّا جّعل التنويع في تحضير المائدة الواحدة أكثر. ومن الأكلات الشعبيّة المنتشرة في بلادنا العربيّة أكلة “الهريسة” ، فما هي الهريسة؟ وما هي طرق تحضيرها.
الهريسة في وطننا العربيّ هي اسم وصفة تطلق على ثلاث أكلات؛ متنوّعة ومختلفة؛ ففي المغرب العربيّ هريسة الفليفلة الحارّة إحدى الأطباق الشعبيّة المنتشرة فيها، أمّا هريسة السّميد فهي أحد أنواع أطباق الحلو المنتشرة في منطقة الشرق العربيّ، وهناك أيضاً لدينا هريسة اللّحم مع القمح في المشرق العربيّ كذلك.
أمّا الطبق الأوّل فهو طبق هريسة الفليفة الحارّة أو ما تسمّة “الهريسة المغربيّة”، وهو طبق يحضّر على موائد دول المغرب العربيّ خاصّة. والهريسة هنا هي عبارة عن فلفل حارّ مجفّف ومطحون، ثمّ يعجن وتضاف إليه بعض التّوابل. ولا تؤكل هذه الأكلة لوحدها لأنّها حارّة جدّاً، وإنّما تضاف لسندويشات التونة، أو تقدّم كطبق جانبيّ ونوع من المقبّلات.، وتعتبر ليبيا أكثر الدّول تحضيراُ لهذه الهريسة. أمّا في دول المشرق العربي والشام، فإنّها تحضّر بطريقة مختلفة بعض الشيء، وتسمّى “الشطّة”.
الطبق الثاني هو طبق هريس اللّحم مع القمح، ويحضّر بكثرة في المشرق العربيّ خاصّة في سوريا والعراق، حيث يقدّم في مناسبات دينيّة خاصّة كيوم عاشوراء. حيث يضاف القمج المقشور إلى اللحم ، ويوضعوا في قدر على نار هادئة لمدّة ساعات، ويتمّ خلالها خفق القمح مع اللحم حتّى يهرسوا ويتجانسوا معاً، ويقدّم طبقاً ساخناً.
أمّا النّوع الثالث من الهريسة أو ما تسمّى “النمّورة” أو “البسبوسة” ، فهي طبق الحلو الشعبيّ الذي يقدّم في مناسبات عدّة. وهناك عدّة طرق مختلفة لتحضير الهريسة، وتختلف من بلد عربيّ لآخر. ويعتبر السميد والسكّر والزبدة أو السمن المكوّنات الأساسيّة لهذا الطبق.
لتحضير الهريسة بالطريقة الأردنيّة نحتاج إلى أربعة أكواب من السميد، وكوب واحد من السكر، وثلاثة أرباع كوب زيت نباتي، وكوبين من اللبن، وملعقة واحدة صغيرة من كربونات الصوديوم، وفستق سوادني للتزيين. حيث يتمّ إضافة هذه المكّونات في وعاء وخلطها جيّداَ، ثم تصبّ في صينيّة الخبز بالفرن على درجة حرارة 270 وتخبز لمدّة ربع ساعة أو أكثر قليلا. وبعدما تبرد نزينها بالفستق السودانيّ، ونضيف إليها القطر، وثمّ تقدّم ساخنة أو باردة.
أمّا الهريسة بالطريقة السورّية فلتحضيرها نحتاج إلى كوب واحد من السميد الناعم، وكوب واحد من السكر الناعم، وكوب حليب جافّ، وكوب واحد من جوز الهند، وكوب واحد من الزيت النباتيّ، وكوب ماء، وملعقة كبيرة باكنج باودر، وللتزيين نحتاج إلى الفستق الحلبيّ. أمّا طريقة التّحضير فعلينا خلط المكوّنات معاً جيّداً، ثمّ صبّها في صينيّة الخبز، ووضعها في الفرن. وعندما تجهز تزّين بالفستق الحلبيّ، ويضاف إليها القطر.
بإمكانك تجهيز الهريسة مع جوز الهند والقشطة كنوع من التغيير، وهي طبق حلويات لذيذ جدّاً أيضاً. ويكون تحضيره بنفس المكوّنات السابقة، ولكن مع مراعاة إضافة جوز الهند. وعند الخبز يقسّم الخليط لنصفين. نضع نصف الخليط في الصينية، ثم نضيف القشطة أو المهلبيّة طبقة ثانية، وأخيراً نضع نصف الخليط الآخر فوق القشطة، ثمّ تخبز في الفرن. بعد الخبز تزيّن بالمكسّرات، ونضيف إليها القطر مع القليل من ماء الورد أو ماء الزهر.