التلبينة هي مشروب ساخن، تتألف بالأساس من الشعير المطحون ونخالته، وأطلق عليها هذا الاسم بسبب شكلها، وبياض لونها، وليونتها، وتحتوي على كلٍ من المضادات الحيوية، والأحماض الأمينية، ومادة الميلاتونين، والألياف الغذائيّة، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات كفيتامين ب، وفيتامين هـ، وفيتامين أ.
وقد ذكرت التلبينة لكثرة فوائدها في الأحاديث النبويّة الشريفة: (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: (التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ ) [رواه البخاري]، وذكرها الحافظ من حجر: (أنه طعام يتخذ من دقيق أو نخاله، وربما جعل فيها عسل، وسميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة).
فوائد التلبينة تزيد من مناعة الجسم لاحتوائها على مادة الميلاتونين، وتحميه من الشوارد الحرة التي تدمر أنسجة الخلايا، وتخلصه من الفضلات والسموم، وتزيد من قوته ونشاطه، كما أنها تعزز الدورة الدمويّة وتنشطها. تصلح الخلايا التالفة، وتنقي الدم. تقلل من الوزن الزائد، وتكافح السمنة. تهدئ الأعصاب، وتنشط العقل، وتقوي الذاكرة، وتنشط وظائف الدماغ، وتحسن المزاج، وتذهب الاكتئاب والحزن، وتكافح الأرق والتوتر، وتساعد على النوم. تحافظ على صحة القلب وتحميه من احتشاء عضلة القلب، والذبحة الصدرية، وتقي الشرايين من التصلب والانسداد، كما أنها تخفض من مستوى الكولسترول الضار في الجسم، وترفع مستواه النافع. تنظف جهاز المسالك البولية، وتدر البول. تساعد على عمليّة الهضم، وتريح المعدة وتطهرها، وتقي من الإمساك، وتكافح الإسهال، وأيضاً تهدئ القولون وتخفف من آلامه. تعالج كلاً من تأخر النمو عند الأطفال، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى السكر، والكحة، وخشونة الحلق، والرشح، والتهابات الأمعاء، ومرض السل، وضعف إفراز المادة الصفراء. تؤخر علامات ظهور الشيخوخة المبكرة. تذهب العطش، وتخفف من درجة حرارة الجسم إن ارتفعت. فوائد التلبينة للمرأة: تنشط المبايض، وتزيل العقم، وتعالج تأخر الحمل، وتساهم في عمليّة الإخصاب، وتعزز عمليّة التبويض وتحفزها، أما فوائدها للجنين فتغذيه وتساعد على نموه بشكل سليم وصحي.
كيفيّة عمل التلبينة المكوّنات كوب من الماء. ملعقة من العسل أو حسب الرغبة. ملعقتان كبيرتان من الشعير المنخول والمطحون ناعماً. حفنة من الجوز المجروش.
طريقة التحضير نغلي في قدر الماء، ونضيف إليه الشعير مع مراعاة التحريك المستمر بسرعة حتّى نحصل على خليط بقوام ثقيل وسميك. نضيف الحليب إلى المزيج ونحرك بشكل جيد. نسكب المزيج في طبق التقديم، ثمّ نرش الجوز المجروش، والعسل على الوجه، ونقدمه.