تُعد شجرة الزيتون وموطنها الأصليّ بلاد الشام وخاصةً فلسطين ودول حوض البحر الأبيض المتوسط مع أكثر الأشجار تقديراً واحتراماً في نفوس الناس، وهي شجرة مقدّسة والدليل على قداستها أنّ رب العِزَّة أقسم بها في القرآن الكريم قال تعالى:”والتين والزيتون”، أغصانها ترمز إلى السَّلام وزيتها يُخرج من الشَّجرة المُباركة كما ورد في الذِكر الحكيم، وهو الزيت الوحيد الذي ذكره القرآن مرةً واحدةً في سورة النُّور.
عرف الإنسان شجرة الزيتون واستطاع أن يستخرج الزيت من حَبِها عندما يُنضج عادة يكون القِطاف مع بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عامٍ، وعملية القِطاف وعصر الزيتون مرت بمراحل كثيرةٍ حتى وصلت إلى استخدام أحدث وأسهل وأسرع الطرق التكنولوجية في هذا المجال.
طريقة عصر الزيتون في المنزل
هي طريقة العصر على البارد بتعريض الثمار للضغط وهذه الطريقة تحافظ على القيمة الغذائية العالية لحبات الزيتون المتمثلة في الفيتامينات والمعادن والأحماض غير المشبعة:
يقوم المزارع عند نُضج ثمار الزيتون بجمعها عن طريق القِطاف اليدويّ للحفاظ على سلامة الثِّمار. يقوم بفرد هذه الثِّمار على ألواح خشبيةٍ أو قِطع بلاستيكية لمدة يومين إلى ثلاثة أيام؛ من أجل أن تذبل الثمار قليلاً بحيث يسهل عصرها وأيضاً تجميع كمية من الثمار فتُعصر مرةً واحدةً. تُستخدم آلة الرَّحى الحجرية- تتكون من حجرين ثقيلين عادةً من حجر الصُّوان وبأحجامٍ مختلفةٍ بحيث يكون الحجر الأول ثابتاً على الأرض والثاني متحركٌ فوقه وبوسطه ثقبٌ وعلى طرفه يدٌ خشبيةٌ لتحريك الحجر- ثم يدأ المزارع بوضع حبات الزيتون داخل الثقب في الحجر المتحرك ويبدأ بتحريك الرَّحى فتعمل على طحن وتكسير حبات الزيتون. يُجمع ناتج عملية الطَّحن ويوضع داخل أكياس مصنوعة من القش أو القُماش المتين المُنَذ ثم تُرص هذه الأكياس فوق بعضها البعض حسب العدد ومن ثَمَّ يُوضع فوقها حِملٌ ثقيلٌ، مع مراعاة وضع هذه الأكياس داخل حوضٍ أو وعاءٍ كبيرٍ وتُترك عدة أيام. يبدأ الزيت المخلوط بالشوائب بالتجمع في الحوض وبعد إتمام عملية الترسيب يُنقل هذا الزيت المخلوط ويُصفى ويعبأ في أوعيةٍ ويُترك لمدة لا تقل عن أسبوعين وسوف تلاحظ أن كل ما عَلُق بالزيت قد ترسب في قاع الوعاء. يُزاح الزيت الطافي على الوجه برفقٍ حتى لا يتعكر بالرواسب مرةً أخرى ويوضع في آنيةٍ جديدةٍ. يُحفظ الزيت في درجة حرارة الغُرفة وهي 25°م وفي مكانٍ بعيدٍ عن أشعة الشمس والرطوبة.